ظننت أنها ربما تقصد فتاة أخرى ، فالتفت خلفي فما وجدت أحدا !!
فقلت لها : أتقصدينني يا أختي ؟؟ قالت : نعم أستاذتي !!
(( هههههه مصرة على لقب أستاذتي وأنا لازلت في السنة الثانية ! ))
قالت : أريد أن أقرأ عليك بعض الآيات وصححي لي تلاوتي ! فقلت لها : لا مانع عندي ولكنني لست أستاذة يا أختي !
فقالت : ما دمتي تتقنين أحكام التجويد فأنت أستاذتي !!
قلت لها : سأصحح تلاوتك على شرط أن لا تناديني أستاذتي !!
ولازلنا بين أخذ ورد حتى اقتنعت ونادتني بإسمي
أخذتني إلى غرفتها التي أصبحت بعد قليل غرفتي أيضا..
~ ~ ~
دخلنا غرفة رزيقة ،
كانت غرفة بسيطة ، نظيفة ، مرتبة وهادئة رأيت عددا كبيرا من الكتب والمجلدات فأخذت أتصفحها ثم انتبهت لنفسي فاعتذرت لها قائلة : اعذريني لمستها دون استئذان، أنا حين أرى الكتب أنسى الدنيا وما فيها
فقالت : تلك الكتب أحفظها عن ظهر قلب !!
من بين تلك الكتب وجدت كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم رحمه الله
تقول عنه رزيقة : يا جوهرة ذلك الكتاب وصلني من مكة ..
فلما قالت ( مكة ) ، ارتجفت يداي فجأة ونظرت إلى الكتاب وأنا مصدومه ...
ثم وضعته في مكانه والتزمت الصمت ..
بدأت رزيقة تتلو أمامي آيات من كتاب الله وأنا شاردة الذهن ..
فأوقفتها فجأة .. وبدأت أقص عليها معاناتي مع بنات الغرفة الطائشات ، ثم قلت لها :
وزيادة على ذلك لما ذكرتِ مكة أمامي فقدت كامل تركيزي وأحكام التجويد تحتاج إلى تركيز فاعذريني
حينئذ اقترحت علي رزيقة أن أسكن معها
وتم الأمر بعد الإجراءات الإدارية وأصبحت شريكة في الغرفة
مع رزيقة .... رحمها الله ...
~ ~ ~
كانت رزيقة تقرأ أمامي وأصحح لها بشكل يومي كلما وجدنا وقت فراغ
أوتيت قدرة في الحفظ لكنها لم تستطع إتقان الأحكام بسهولة
فكانت تعاني من المدود ومخارج بعض الحروف
وكان يحزنها ذلك وتغار من أي طالبة تفوقها في التلاوة
غير أنها ذات يوم قرأت علي بعد أن افترقنا لمدة شهر بسبب عطلة الربيع
فلاحظت أن تلاوتها تحسنت عن ذي قبل وأخبرتها بذلك
ففاجأتني بردة فعلها
قامت تقفز وتصرخ كالأطفال الصغار
كانت في قمة السعادة ...
وأخذت تحتضنني بقوة وتضحك ...
امرأة في الثالثة والثلاثين ...
غير متزوجة...
أنهكها المرض...
تلك هي رزيقة ....
رحمها الله ...
~ ~ ~
كانت تتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار ...
....
شاهدتها تبكي في صلاتها مرات ومرات ..
خاصة في جوف الليل ... ونحن نيام ...
كانت جدران الغرفة والرواق ترتل معها في سكون مهيب ..
حتى إن جارتنا التي تحب الغناء ، تخلت عن مسجلها احتراما لهذا القرآن الذي يتلى ليل نهار
بصوت رزيقة .. رحمها الله ...
كنت أفعل مثلها وأتلو القرآن .. فتصمت وتنصت إلى تلاوتي بحزن ..
كانت تتألم لأنها لاتزال ضعيفة في أحكام التلاوة ...
دوما كانت تردد أمامي حلمها العظيم ...
تقول والمصحف بين يديها ...
يا جوهرة ... أمنيتي أن أموت وهذا الكتاب مكنون في قلبي .. حفظا وتلاوة وفهما وإتقانا
وقبل ذلك ... تطبيقا ...
فماتت ...
ماتت رحمها الله ولم تبلغ مناها ..
لكنها عند الله من أهل القرآن إن شاء الله ...
ماتت رزيقة رحمها الله بعد عملية جراحية سببها سرطان في المعدة
وكانت قبل ذلك تعاني من أمراض أخرى
قسما بمن رفع السماء بغير عمد نراها : لقد رأيتها تتكئ على عكازة وتمشي قاصدة المسجد ..
امرأة في الثالثة والثلاثين .. تتكئ على العصا من شدة المرض
وتنطلق إلى المدرسة القرآنيه في نشاط منقطع النضير..
الممتازة
الأولى في قسمها ..
بعد ثلاثة أيام من عمليتها الجراحيه ..
وفي غرفتها الهادئة..
وسط عائلتها الطيبة ..
وبينما كانت تتلو القرآن الكريم ...
.....
ماتت...
ماتت .. وهي تتلو القرآن الكريم...
...................
بالأمس مررت على الجامعه ...
ومشيت على نفس الطريق التي مشت عليها رزيقة... وهي تتكئ على العصا ...
فتذكرت قول الشاعر :
مرت سنون بالسعود وبالهنا ... فكأنها من قصرها أيام ثم انثنت أيام هجر بعدها ... فكأنها من طولها أعوام ثم انقضت تلك السنون وأهلها ... فكأنها..وكأنهم...أحلام
ثم انقضت.. تلك السنون وأهلها .... فكأنها ... وكأنهم ... أحلام ..
اللهم ارحم رزيقه ...
يا رب ارحم رزيقة ...
اللهم اجعل القرآن أنيسها في قبرها
اللهم إني أشهد أنها كانت تلهج بذكرك آناء الليل وأطراف النهار ...
رحمك الله يا رزيقة ....
...................................
اللهم ارحم كل من قرأ الآن كلامي ... فدعا لرزيقة بالرحمه ...
ردود تفتح النفس + لايكات
اميرة الاحساس بشورآآ بدآآ يتفاعل
مششاركــآآتي : 24
موضوع: رد: قصة فتاة ماتت وهي تتلو القران * الإثنين مارس 11, 2013 1:12 pm
الللللللللللللللللللللله يرحمها ايضا لدي صديقه قد ماتت وهي كانت كل وقت فراغها في المصلى في المدرسه انا وهي كنا نسمع لبعض القران قد ماتت وهي فييها نزيف في الدماغ وكانت سمعتها بين الناس جميله جداا الله يرحمك يا صديقتي ساره الله يجمعني فيك في الجنه